اليوم في المقال بتكلم عن الفشل بكل صدق الموضوع ليس بالسهل، وليس من السهل أن يتحدث الشخص عن فشله أو عن الأمور التي لم ينجح فيها أو التي توقع لها سيناريو معين ولم تحدث؟
طبيعتنا كبشر نفضل مشاركة التجربة الايجابية الناجحة بشكل أكبر بس الفشل لم يتم الحديث عنه ولا مشاركة تفاصيله و خصوصاً في جانب ريادة الأعمال
مشاركة التجارب الحقيقية شيء أفتقده في شبكات التواصل الاجتماعية وخصوصاً في جانب الأعمال مثلاً:
- نسمع عن قصص نجاح واستحواذ ولكن كيف حدثت؟
- ما هي الخطوة التالية ؟ هل انسحبت من السوق بعد هذه الخطوة الكبيرة؟
- ما هو مصير الشركات التي اختفت بشكل كامل عن السوق؟
- ماهي نقاط التقاطع بين الشركات ؟
- ما هي تجربتها وقصتها مع التحدي الذي واجهته ؟
وللأسف يندر في العالم العربي مشاركة قصص الفشل او التحديات التي نواجهها على جميع الأصعدة وخصوصاً في عالم الأعمال
في هذا المقال أشاركم قصص وتجارب حقيقية حدثت لي مع مشاريع بعضها رأت النور ولكن لم تستمر، والأغلبية منها لم تنفذ.
بما أن التجارب تعتبر تجارب شخصية لكي لا يلتبس الموضوع للبعض للتنويه :
- لا اشجع على الركود وعدم السعي للفرص.
- التجارب اكيد أثرت فيها عوامل عديدة منها الشخصيات وخبرة المشاركين فيها.
- الفرص والأولوليات الظروف والوقت تختلف من شخص لشخص.
نبدأ رحلة الفشل والصعوبات اللي مريت فيها (ينصح بفنجان شاي او قهوة للاستماع بالمحتوى ☕)
أول مشروع : مشروع تقييم المدرسة و المعلمين
Foursqure مخصص للمدارس
المشروع مشابه لفكرة تطبيق foursqure المعروف وهو تطبيق فكرته عبارة عن تقييم المطاعم، فكرة المشروع هي التقييم في جانب التعليم كان المشروع فكرته بناء على احتياج وهو لاحظنا خلال وقت انتقال العائلة من منطقة لمنطقة أخرى. العائلة تبحث عن أفضل مدرسة للأطفال وتهتم بالجودة سواء كان من ناحية المدرسين نفسهم أو حتى التفاصيل الأخرى مثل المكان!.
ومن ثم حاولنا التواصل مع الجهات المعينة مثل وزارة التعليم وغيرها، ومن بعدها التواصل مع العديد من الأشخاص المعنيين بالموضوع. وبعدها كانت المفاجأة أن المشروع غير قابل للتطبيق.
وكان أهم أسباب الفشل في هذه التجربة بحسب ما أتذكر عدم توفر قواعد معلومات كافية للبدء فيها! ربما الآن مع استخدام التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي في التعليم يكون للتصميم قيمة وعند كتابتي لهذا المقال جاءني فضول لمعرفة إذا كان هناك مشاريع مشابهة للفكرة بالفعل وجدت مشروع ياسكولز(yaschools) ولكن يبدو لي مخصص للمدارس الخاصة فقط ولكن أعجبني توفر المعلومات بشكل سلس ووجود خيار تقييم بالمدرسة كل الشكر للفريق القائم على هذا المشروع ، في وجهة نظري ربما الآن مع مصادر لمشاركة البيانات مثل منصة البيانات المفتوحة والهيئة العامة للإحصاء يكون إمكانية الوصول للبيانات بشكل أسرع و أدق.
ثاني مشروع: مشروع مختص لدعم التشجير والاستدامة
تحفيز للتشجير و الاهتمام بالبيئة بالنسبة للأفراد
هذا المشروع كان نتيجة فوز في مسابقة هاكاثون بتنظيم من ناسا (NASA) وتحت تنظيم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية سابقاً والآن تحت الهيئة السعودية للفضاء وتم توفير خرائط للمناطق التي تحتوي على التشجير أكبر والأماكن الأقل تشجيراً دعماً من ناسا وكانت الفكرة استخدام التحفيز بالمكافآت والنقاط للمستخدم أو مفهوم Gamification لتحفيز وتشجيع الفرد على زراعة المزيد من الأشجار وأيضاً أضفنا ميزة التواصل بين الجيران ولكن للأسف الوقت غير مناسب لها بعكس الآن مع توفر برامج ومبادرات بداية من رؤية 2023 وجودة الحياة ومبادرة الرياض الخضراء ربما الآن والأيام القادمة هي التوقيت المناسب لبدء مشروع مختص بالبيئة والطاقة النظيفة مع هذا القدر الهائل من الاهتمام بالمبادرات والبرامج في المجال.
ثالث مشروع : مشروع مساحات عمل مشتركة
مكاتب مشتركة لرواد الأعمال و أصحاب العمل الحر (المستقل)
خلال رحلة بناء العمل مثلاً كرائد أعمال أو أي شخص يعمل في بناء مشروع مثلاً أو أي شخص يعمل في شركة ناشئة أو حتى أصحاب العمل الحر لا بد أن سبق له تجربة استخدام مساحات أو قاعات العمل المشتركة سواء كان الغرض منها كمكتب بعيد عن البيت أو احتياج لغرفة اجتماعات والخدمات المقدمة من طابعة وآلة قهوة وغيرها
ولا زالت أفضل العمل في مساحات العمل المشتركة بدل من المكاتب كنوع من التغيير عن الروتين المعتاد، ومن هذا الاحتياج بدأنا الفكرة وأول خطوة كانت التأكد من أهمية الفكرة واحتياجها للمستخدم المستهدف، وتم تجميع معلومات كافية عن جميع المكاتب مازلت متوفرة لدي أهم المكاتب المشتركة في الرياض وجدة والخبر وأيضاً تجربة اختبار للفكرة عن طريق نشر الاستبيان وتحليل أجوبة وردود الفعل من قبل المستخدمين ولكن للأسف لم تتلقى أي ردة فعل أو احتياج كافي لتطبيقها من قبل المستخدمين وتحوليها لنموذج عمل تجاري وأيضاً وجود منافسة في هذا النوع من الأعمال سواء كن من الفنادق الكبيرة واستغلال البهو وبعض الغرف للاجتماعات واللقاءات.
رابع مشروع : مشروع حدثي
قصة تحدي و مجال جديد في قطاع الترفيه والتقنية
كتابة هذه القصة يمكن من أصعب التحديات اللي مريت فيها خصوصاً الوقت والجهد المبذول فيها، حدثي كان غير وقصة مختلفة! حدثي من المشاريع اللي من الممكن الأغلب تعرف على سارة عن طريقها، وخصوصاً غير المهتمين بتجربة المستخدم والتقنية !.
بداية حدثي كانت غير مخطط لها وهي عند أو بعد حضوري للمؤتمرات والفعاليات المختصة بالتقنية والأعمال وتجربة المستخدم أشارك مقتطفات وصور منها في تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي تصلني استفسارات أو أكثر تعليق كان “لو عرفت عن هالفعالية من قبل كنت حضرت😅” ومن ثم قررت مشاركة الفعاليات مع الأصدقاء في تويتر وواتساب ولكن بعدها العدد كان كبير ،فكرت إنشاء حساب تويتر لمشاركة الفعاليات والأحداث مع الأصدقاء ومن ثم تم التحول مع الشريك عبد الله إلى مشروع حقيقي وتم استضافته في مدونة عالم التقنية بمقال بعنوان كيف تحوّل حساب”حدثي” من تويتر إلى شركة ناشئة؟ والعمل أكثر من فعالية خارج وداخل الرياض ولكن للأسف مع الأزمة الأخيرة واختيار قطاع جديد كان هناك تحديات وصعوبات من ضمنها وجود منافسة شرسة في السوق وكان الخيار الأمثل عدم إكمال المشروع.
نهاية الفشل
بعد كل مشاركة التجارب السابقة، كل القصص و التحديات التي عشتها كان فيها مزيج بين التحدي و النجاح و لايخفى عليكم أيضاً ضياع الوقت وتفاصيل أخرى ولكن الخبرة المكتسبة و الدروس المتعلمة في فترة بسيطة من الممكن لو ماكانت هذه التجارب موجودة متأكدة أني احتاج لعدة سنوات لتعلم هذه الدروس و التحديات حتى أضافت لي معرفة أشخاص مميزين و أيضاً أصبح أفكر بشكل أعمق قبل قرار الانضمام لفريق أي مشروع أو فكرة و من أهم الدروس التي تعلمتها :
- جرب واختبر قبل تخصيص الوقت وفريق العمل و الميزانية
- اختر الوقت المناسب للمشروع هناك مشاريع بأفكار ممتازة ولكن الوقت غير مناسب لها مثل مشروع الاهتمام بالبيئة والتشجير
- العلاقات و معرفة المجال و العمل فيه قبل البدء بأي فكرة مشروع لأن هناك تفاصيل دقيقة لن تتضح الصورة إلا بعد التجربة
- لا تبدأ بشيء كبير ابدء بشيء بسيط و طوره و احرص على الشراكات و التعاون في عملك
متأكدة القرارت في الفترة القديمة بتكون بحكمة أكثر و أيضاً لا مانع من خوض تحديات وتجارب فشل جديدة أشاركم اياها ،ختاماً عزيز القاريء شاركنا تحديات سبق أن تعلمت منها و اذكر لنا ماذا أضافت لك ؟