تجربة المستخدم من المجالات المهمة في الآونة الأخيرة، وبناء على خبرتي الشخصية في هذا المجال كون أني قطعت خبرة وشوط فيه قررت أشارك هذا المقال ولا ننسى أن المصادر قليلة في مشاركة التجارب بشكل عام في المحتوى العربي وفي مجالنا بشكل خاص.لذلك قررت مشاركة بعض الخبرات التي تفيد كل من المصممين والمهتمين بتجربة المستخدم أو حتى الفريق الذي يساهم في بناء منتجات سواء كان مطور أو محلل أعمال أو غيرهم. وتساهم في إجابة على الاستفسارات التي تصلني في الاستشارات وشبكات التواصل الاجتماعي والتي في بداياتي في المجال كنت أتمنى ألاقي أجوبة لبعض الاستفسارات مثل :
- ماهو المقصود بتجربة المستخدم ؟
- هل تصممين مواقع ويب؟
- أنا طالبة جامعة أفكر أتخصص في تجربة المستخدم ما رأيك فيه؟
- تغيير المسار المهني أو تطويره خصوصاً من قبل المجالات التي تتقاطع مع تجربة المستخدم مثل : مطور الويب ومصمم الجرافيك
- ما هو نضج مجال تجربة المستخدم في رأيك؟
- ماهي منهجيات وطرق تجربة المستخدم؟
سوف أناقش العديد من المحاور التي تهم المصمم، بداية بتعريف ما هي تجربة المستخدم في الأساس؟ وبعض الحقائق التي سوف أشاركها عن تجربة المستخدم، ولماذا مجال تجربة المستخدم مهم؟ وما هو نضج تجربة المستخدم في الوقت الحالي في سوق العمل؟ وختاما أشارك بعض المنهجيات والخطوات في تطبيق تجربة المستخدم.
سبق وكتبت عن تجربة المستخدم في مقال مع ثمانية يمكنك الاطلاع عليه في الرابط أدناه (مفيد لغير المتعمقين في المجال) :
تصميم تجربة المستخدم.. المفهوم والتحديات والمستقبل
في البداية لنتحدث أكثر عن تجربة المستخدم بشكل تفصيلي بتعريفها ما هي تجربة المستخدم في الأساس وهي صلب المقال
ما هي تجربة المستخدم؟
مثل معظم التخصصات الأخرى، هناك عدة تعاريف ومدارس لتجربة المستخدم. ولكن يمكن تعريفها ببساطة على أنها :
العمليات التي تحدث قبل وبعد وأثناء إطلاق المنتج أو المشروع.
تجربة المستخدم : عبارة عن تقديم أفضل التجارب الرقمية بشكل سهل وسلسل للمستخدم. هي ليست مقتصرة على مرحلة الإطلاق فقط، بل هي عملية مستمرة مدام المنتج مستمر وقيد الحياة.يمكن تحليلها باستخدام طرق مختلفة سواء كانت طرقا أو منهجيات متخصصة أو عبر أدوات الويب في جمع وتحليل البيانات مثل Google Analytics الذي استخدمه في مدونتي الحالية لتحسين الأداء والنتيجة ممتازة فترة عن فترة التحسن ملحوظ في متابعة معايير الأداء وتحقيقها، ويمكن أيضا استخدام أدوات أخرى مثل Fullstory و Hotjar وغيرها من الأدوات.
وبالطبع يتم اختيار هذه الأدوات بناء على معايير الأداء والأهداف المتعلقة بالمشروع.
وتخصص تجربة المستخدم من التخصصات التي تعتبر نوعا ما جديدة في سوق العمل، مقارنة بسوق المبرمجين والتخصصات الأخرى التي سبقته في سوق العمل. بعدما ما تطرقت لتجربة المستخدم بشكل عام ومفهوم المجال ننتقل لسرد بعض الحقائق عن تجربة المستخدم.
حقائق عن تجربة المستخدم:
أمور تجب معرفتها كمصمم تجربة المستخدم أو حتى لو كنت تعمل مع فريق المصممين تجربة المستخدم:
- تجربة المستخدم مرتبطة بحد ما بالأهداف والرؤية للمنتج والمشروع، وليست كيان منفصل عن المنتج. أقصد فيه بعض المصممين والمبتدئين في المجال ينظرون تصميم تجربة المستخدم نظرة فنية بحتة بغض النظر عن أهداف المشروع.
- يجب على المصمم تحقيق التوازن بين الجانب العاطفي والجانب المنطقي في تصميم تجربة المستخدم. ويتضمن ذلك فهم احتياجات ومشاعر المستخدمين، وفي الوقت نفسه تحقيق الأهداف من المنتج
- تجربة المستخدم ليست محصورة على مستوى المنتجات الرقمية. من الممكن أن تكون للمكان بشكل فعلي، ومن الممكن تسميتها في هذه الحالة تصميم الخدمات وأذكر قرأت في كتاب وجهة نظر أعجبتني أن تجربة المستخدم هي بالأساس تصميم خدمات Service design.
- تجربة المستخدم تشبه حكاية تكتب مع كل منتج، حيث تشكل فصول لا تنفصل عن حياة المنتج نفسه. هذه القصة تظل متجددة ما دام المنتج حي.
أتمنى أن مفهوم تجربة المستخدم أصبح واضح أو على الأقل تكون عنه فكرة بشكل عام وبعدها تطرقت للحقائق التي تفيد المهتمين أو المصممين الجدد في المجال. ننتقل لأهم سؤال ما الغاية من وجود تجربة المستخدم المنتج أو المشروع؟ والسؤال الذي يصلني بشكل مستمر لماذا مجال تجربة المستخدم مهم؟
لماذا تجربة المستخدم مهمة؟
بصراحة هنا لن يكون الموضوع محايداً بالنسبة لي كون أنه مجالي وأميل له، ولكنني أحاول بكل عقلانية وحيادية للمجال. سرد أهم التجارب اللي مرت علي في المجال المهني والعمل الحر.
- تجربة المستخدم بشكل عام مثل السهل الممتنع في المنتج تغييرات بسيطة ممكن تغير المنتج بشكل جذري! طبعاً مع تنوع هذه التغييرات وقد تكون قابلة للقياس أيضاً.
- تجربة المستخدم بشكل أساسي تعتمد على مشاعر المستخدم، وهذا هو العنصر الذي يزيد ولاء المستخدم للمنتج.
- تجربة المستخدم تساهم في تحقيق إيرادات للمنتج،وحدثت بالفعل لكثير من المواقع والمنتجات الرقمية.
- تجربة المستخدم مجال ممتع ويتقاطع مع كثير من المجالات مثل علم النفس و التسويق بالنسبة لي هذه ميزة ، من الممكن أن يكون غير مناسب لبعض الأشخاص المحبين للروتين مثلاً.أعتقد أنها تفضيلات تختلف من شخصية لشخصية أخرى.
- تجربة المستخدم يمكن تطبيقها في الكثير من المنتجات والخدمات سواء كانت رقمية أو غير رقمية، مثل تصميم الخدمات أومايعرف بـ Service Design
بعدما ناقشت أهمية تجربة المستخدم ننتقل للجزء الذي يهم المصممين أو المهتمين في المجال وأذكر بدايتي في المجال تمنيت أحد يشاركها الجزئية وهو: ما هو نضج تجربة المستخدم في الوقت الحالي؟
نضج تجربة المستخدم
مجال تجربة المستخدم بالنسبة لي حكاية في البداية لذلك سوف أسرد تجربتي بداية من منتصف الجامعة، من حسن حظي درست مادة اختيارية وكانت هي تفاعل الإنسان مع الحاسوب Human Computer Interactions بعدها أعجبني المجال من وقتها حاولت أطور نفسي فيه في مجال العمل الحر والعمل مع الشركات الناشئة.
بعد تخرجي كنت أبحث عن فرصة تدريبية للجامعة، والمجال لم يكن ناضجاً بشكل كاف أتذكر عند سؤالي عن مجال التدريب للجامعة، اسأل عن الفرص في مجال تجربة المستخدم الردود التي تصلني كانت عشوائية:
- أنت مصممة جرافيكس؟
- أنت مصممة إعلانات؟
- أنت مصممة مواقع؟
- هل بالإمكان تكونين مبرمجة؟ كون تخصصي الأساسي علوم حاسب 😄
والحمد لله بعد عناء شديد وجدت فرصتين ممتازة ومن هنا انطلقت في المجال بشكل رسمي أكثر.
بعد سنوات في المجال الوظيفية وبناء الفريق وتفعيل دور تجربة المستخدم وأهميته في الجهات. ما زال في وجهة نظري يحتاج جهداً أكبر.خصوصاً من ناحية نشر الثقافة والوعي للمجال بين الموظفين والإدارة.
حيث إن تجربة المستخدم مجال يعتبر جديد حتى الآن مقارنة بالمجالات الأخرى مثل ما ذكرت سابقاً، وأيضا أنه يختلف من جهة لجهة بناء على طبيعة الجهة وهيكلة الجهة وعوامل عدة تختلف من جهة لجهة أخرى.
وفعلا مع مرور السنوات هناك تطور كبير في المجال ووجود جهات مهتمة في تحسين تجربة المستخدم مثل هيئة الحكومة الرقمية التي تصدر تقارير رقمية وإرشادات لتحسين تصميم المواقع والمنتجات الحكومية و وجود جمعية تجربة العميل وجهودهم في تحسين المجال سوف يحسن الصورة العامة للمجال.
أما بالنسبة لي بشكل شخصي كمقياس على الأقل الآن خفت الردود التي كانت تصلني من قبل مثل: هل أنت مصممة جرافيك؟.👩💻
خطوات تجربة المستخدم
بعدما تطرقت لنضج تجربة المستخدم الآن ننتقل لمرحلة التطبيق بدل التنظير والكتابة في مجال تجربة المستخدم مثل أي مجال آخر لها مدارس ومنهجيات عدة في الإجراءات ولكنها متشابهة لحد ما وتختلف باختلافات بسيطة عدة مثل:
- النوع: هل هو منتج أو مشروع أو خدمة أو غيره؟
- الوقت
- التكلفة
- فريق العمل وعددهم وخبراتهم
- نضج المجال في الجهة
- نسبة التعقيد والجودة المطلوبة في هذا المشروع
سوف أشارك أهم المنهجيات التي يمكن استخدامها في المجال بشكل مختصر، ولكن إذا أعجبتكم من الممكن أفصل عنها لاحقاً في مقال خاص لها:
- The Double Diamond Diagram:
- من أشهر النماذج المستخدمة عبارة عن جزئيين الجزء الأول المتعلق بفهم واستكشاف المشاكل والأبحاث والجزء الآخر متعلق في مرحلة توليد الحلول والأفكار للمشاكل السابقة
- Design Thinking التفكير التصميمي: أحد الطرق لحل المشاكل المعقدة والجديدة بطريقة إبداعية ومبتكرة ويساعد بشكل كبير في مجال تجربة المستخدم. والتفكير التصميمي يوجد فيه عدة منهجيات وطرق له منها:
- IBM
- Stanford School: هي مشتركة في الخطوات تقريبا على سبيل المثال أشهرها من Stanford عبارة عن خطوات وهي كالتالي:
- التعاطف
- تحديد المشكلة
- توليد الأفكار
- مرحلة بناء النماذج الأولية واختبارها
- Design sprint: مشابهة لمفهوم التفكير التصميمي ولكنه، بشكل أسرع وميزته يفيد في حل مشكلة ما في تطبيق معين وأيضا يحتاج لتفرغ الفريق بشكل أكبر والعمل على المشكلة بشكل جماعي.
نهاية المقال
تجربة المستخدم ليست مجرد مفهوم بل هي عملية تطوير وتحسين التفاعل بين الإنسان مع المنتجات والخدمات. وإن فهم العناصر الأساسية لتجربة المستخدم وأهميتها يمكن أن يحدث تغيير جوهري في كيفية تصميم وتطوير المنتجات والمشاريع.لذلك فإن تقديم تجربة المستخدم إيجابية للمستخدم له تأثير إيجابي على العديد من المجالات والقطاعات.
كون أننا نعيش في عصر يتميز بالتقدم والتطور والتغييرات تحدث بشكل سريع. لذا، من الضروري أن نعطي اهتمام لتجربة المستخدم ونطبق المنهجيات والأساليب المناسبة لتحقيق تجربة مستخدم ممتازة ومرضية للمستخدم النهائي.
في الختام لنعمل على نشر الوعي والثقافة حول أهمية تجربة المستخدم ونساهم في تطوير منتجات وخدمات تلبي توقعات واحتياجات المستخدمين بشكل أفضل. وتذكر دائما أن تجربة المستخدم هي المفتاح لنجاح أي منتج أو مشروع في هذا العالم المتغير بسرعة.
وأخيرا يهمني أعرف رأيكم واي محور أعجبكم أركز عليه في التدوينات القادمة